"ماريو"... من لعبة فيديو للأطفال إلى أيقونة ثقافة شعبيّة

يصل شريط الفيلم إلى الصالات اللبنانيّة في 20 نيسان الحالي 2023

بعدما رأت النور قبل أربعة عقود، تفرّعت مغامرات "ماريو" إلى مجالات عدّة، ما رفع بشخصية السبّاك الشهير في لعبة الفيديو من إنتاج شركة «نينتندو» إلى مصاف الأيقونة في الثقافة الشعبيّة العالميّة، وصولاً إلى فيلم بالرسوم المتحرّكة يُطرح هذا الأسبوع، ويصل إلى الصالات اللبنانية في 20 نيسان/ أبريل الحالي.

أصبحت شخصية «ماريو» التي ابتكرها "شيغيرو مياموتو"، وتمثّل سبّاكًا صغيرًا مفرط النشاط، له شارب ويرتدي قبعة حمراء، إحدى أشهر الشّخصيات في تاريخ ألعاب الفيديو، ما أسهم في النجاح العالمي لشركة "نينتندو" التي باعت أكثر من 400 مليون وحدة من سلسلة Super Mario Bros وحدها.

وقد ظهرت هذه الشخصية في بادئ الأمر، في العام 1981، تحت اسم «جامبمان» في لعبة «دانكي كونغ»، ثم أعيدت تسميتها «ماريو»، قبل أن تظهر في العام 1985 في لعبة Super Mario Bros الأسطوريّة، وهي من أولى الألعاب في العالم التي تسمح للاعبين بالتحرك أفقياً في منظر طبيعي متغيّر.

من «ماريو كارت» إلى «ماريو غولف» مروراً بـ «ماريو تنس» و«ماريو سترايكرز»... مرّت الشخصيّة بكثير من المغامرات والتكيّفات على مدار العقود الأربعة الماضية، مع شقيقها «لويجي» وعدوهما «بوزر»، وتغيّر نسقها من البُعد الثنائي (2D) إلى الثلاثي (3D) .

في مواجهة صعود الهواتف الذكيّة، أطلقت "نينتندو" التي تتردّد منذ زمن بعيد في إتاحة شخصياتها خارج وحدات التحكّم التقليديّة، ألعابًا كثيرة معدّة للأجهزة المحمولة لشخصيّتها المحبّبة، بينها «سوبر ماريو ران» (2016) و«ماريو كارت تور» (2019).

يقول الكاتب والصحافي، في مجال ألعاب الفيديو، "موريهيرو شيغيهارا" لوكالة "فرانس برس" إنّ شخصيّة "ماريو" باتت "«من أيقونات الثقافة الشعبيّة التي يعرفها الجميع، (...) الأطفال بمختلف أعمارهم والكبار على الّسواء. الشخصية الوحيدة الأخرى الأكثر شهرة ربّما في عالم ألعاب الفيديو قد تكون بيكاتشو".

في 21 آب/أغسطس 2016، في الحفل الختامي لأولمبياد "ريو دي جانيرو" البرازيلي، أطلّ "شينزو آبي"، رئيس الوزراء الياباني في ذلك الوقت وممثّل البلد المضيف لدورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة المقبلة، متنكّرًا ... بزيّ «ماريو". قطفت هذه المفاجأة ثمارها. فقد قال "شينزو آبي"- اُغتيل في تمّوز/يوليو العام الماضي- في تصريحات لاحقة: «أردت أن أُظهر للعالم تأثير اليابان بالاستعانة بشخصيّة يابانيّة»، مضيفًا: «لم أكن متأكّدًا من ردّ فعل الجمهور، لكنّني حصدت الكثير من التصفيق".

في مؤشّر إلى «القوة الناعمة» لهذه الشخصيّة وشعبيتّها خارج الحدود اليابانيّة، بات للبطل ذي الزي الأحمر شارع باسمه في مدينة سرقسطة الإسبانيّة. وقد بيع من أوّل لعبة «سوبر ماريو براذرز» 40,24 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، حتى نهاية آذار/ مارس 2022، وفقاً لأرقام «نينتندو".

نجحت «نينتندو» في استغلال هؤلاء الأبطال خارج وحدات التحكّم الخاصة بألعاب الفيديو، من خلال اتفاقيّات ترخيص لم تتردّد الشّركة اليابانيّة بوساطتها في تطوير علامتها التجاريّة على جميع الوسائط الممكنة.

بعد أن حقّق الفيلم الأوّل، في هوليوود العام 1993، نجاحًا متواضعًا للغاية، يجرّب السبّاك "ماريو" حظّه مرة أخرى على الشاشة الكبيرة هذا الأسبوع، في فيلم من إنتاج مشترك مع «إيلومينيشن»، الاستوديو الذي ابتكر مغامرات «ذا مينيينز".