تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الخصوصية والصحة العقلية

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الخصوصية والصحة العقلية

استطلاع رأي يكشف مخاوف الشباب والشابات

أصبحت تطبيقات إنستغرام وتيك توك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، عناصر أساسية يومية في حياة الأطفال والفئة الشابة في جميع أنحاء العالم، حيث يقضي 59٪ من الشباب/الشابات الذين شملهم استطلاع أجرته منظمة العفو الدولية (أمنستي)، أكثر من ساعتين من متوسط يومهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، ما تزال الأبحاث حول تجارب الشباب/الشابات على وسائل التواصل الاجتماعي تركز بشكل كبير على أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا.

جمعت منظمة العفو الدولية ردوداً من 550 طفلاً/طفلة وشاباً/شابة تتراوح أعمارهم بين 13 و 24 عاماً من 45 دولة، لفهم تجارب ومخاوف ومواقف هذه الفئة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل. ورغم الإشادة بتنوع الأفكار والإبداع و تزايد فرص الانخراط بقضايا نضالية تتعرف عليها الفئة الشابة على وسائل التواصل الاجتماعي ، يبرز نوعان من المخاوف: المحتوى الضار وما يصفه العديد من المشاركين/ات بأنه تصميم “إدماني” لمنصات التواصل الاجتماعي الواعي لحساسية موضوع الصحة العقلية للفئة الشابة وضعفها أمام التنبيهات المستمرة للشركات العالمية لإشراك هذه الفئة في حلقة مفرغة من مشاركة البيانات الشخصية واستهلاك المحتوى.

وانعكاساً للقلق الذي أعرب عنه العديد من الشباب والشابات فيما يتعلق بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على خصوصيتهم، اختار العديد من المشاركين في الاستبيان مشاركة قصصهم ومعلوماتهم دون الكشف عن هويتهم/ن، تمثل الاقتباسات والإحصاءات التالية 112 مستجيباً/ة وافقوا على نشر ردودهم وهم يمثلون اتجاهات كافة المشاركين في العينة الكاملة. أشار هؤلاء المستجيبون/ات إلى استخدام ما يقارب  15 منصة تواصل اجتماعي، بشكل نشط. أشهر خمس منصات هي إنستغرام، يوتيوب، تيك توك، سناب تشات، فيسبوك، وفيما يتصدر يوتيوب وتيك توك كمنصات للترفيه، فإن إنستغرام وسناب تشات وبي ريل هي المنصات التي ينشر عليها الشباب على نطاق واسع. 

على خلفية التزايد المستمر في الوقت الذي يقضيه الشباب والشابات على وسائل التواصل الاجتماعي، أفاد 74٪ من المشاركين/ات في الاستطلاع أنهم يقومون بتفحص حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما يرغبون. كما اشتكوا من الإغراء “الإدماني” للتحديثات والاقتراحات الإعلانية التي تستهدف كل شخص حسب اهتمامه، وأنهم غالباً ما يشعرون بـ “المبالغة في التحفيز” و”التشتت”.

أعرب الشباب والشابات بشكل متساوٍ عن الشعور بفقدان السيطرة على الخصوصية: فقد وجد ثلاثة أرباع العينة المشاركة  في الاستبيان صعوبة في فهم شروط وسياسات خدمة وسائل التواصل الاجتماعي، وتم توجيه انتقاد “للغة التقنية ” التي تجبرهم على الاختيار بين احتمال النبذ الاجتماعي في حال رفض التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي أو إنشاء حساب والتضحية بالخصوصية. وكانت منظمة العفو قد دعت في السابق إلى حظر الإعلانات المستهدفة، والتي تعتمد على التتبع المكثف للمستخدمين/ات. ولغاية الآن وحده الاتحاد الأوروبي أقرّ تشريعات لمنع المنصات الكبيرة من استهداف القاصرين/ات لأغراض دعائية.

أكثر من نصف الأطفال والشباب/ات الذين شملهم الاستطلاع أشاروا إلى التعرض لتجارب سيئة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل “العنصرية والعنف والبلطجة”، وكذلك التحرش الجنسي من قبل مستخدمين آخرين. كما قال 93٪ من المشاركين/ات في الاستطلاع ذاته أنهم واجهوا معلومات مضللة أو كاذبة. 86٪ منهم قاموا سابقاً بحظر مستخدمين بسبب محتوى غير مرغوب، وقد أبلغ أكثر من نصف المستجيبين عن حساب أو محتوى مسيئ على إنستغرام (التطبيق الأكثر شيوعاً في الاستطلاع)، ولكن هذه التبليغات تم تجاهلها أو استمر تعرضهم/ن لمحتوى “مشابه للذي تم الإبلاغ عنه”.

إلى جانب الطبيعة “الإدمانية” لوسائل التواصل الاجتماعي، عبر عدد كبير من المستجيبين من الجنسين ومن مختلف القارات عن شعورهم بأن ترويج وسائل التواصل الاجتماعي للمقارنة والفوارق الاجتماعية وتضخيم المحتوى الضار كان له تأثير سلبي على الصحة العقلية، والإحساس “بالقلق” و “الوعي الذاتي” بشأن “صور [الجسم] غير الواقعية” التي تصادف فئة الشباب على هذه المنصات. 

عبرت مشاركة أخرى عن مخاوفها من أن “الخوارزميات تلتقط” توصيات المنصات بشأن مشكلات الصحة العقلية وتعرض المستخدمين لمزيد من المحتوى ذي الصلة. وبحسب عينة الاستطلاع، أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي على اضطرابات الأكل، والافتقار إلى احترام الذات والأفكار الانتحارية، محملين/ات المسؤولية لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث قال البعض إنهم سعوا منذ ذلك الحين إلى البحث عن مواقع ومنصات إيجابية غير منمطة لجسم الإنسان.

وعن رؤية الفئة المستطلعة لوسائل التواصل الاجتماعي المثالية، شارك المجيبون أفكاراً واضحة حول ضرورة وجود سياسات خصوصية أكثر شفافية وشمولاً، ونشر المعلومات الصحيحة دون حقد أو كراهية، بالإضافة إلى الابتعاد عن تعديل الصور والفوتوشوب، أو نشر محتوى عنيف أو الإباحي، فقط أناس حقيقيون يفعلون أشياء حقيقية.

 

 


المصدر: موقع سلامتك الإلكتروني

 

مواضيع مرتبطة

TikTok ستقوم بوسم المحتوى المنتج بالذكاء الاصطناعي لتمييزه عن المحتوى الأصلي

يساعد تصنيف TikTok هذا في منع الاستخدام الضار أو المضلل لأي محتوى مفبرك بالذكاء الاصطناعي.

واجهات تشغيل وميزات أمان جديدة تظهر في "واتسآب"

عند تفعيل هذه الميزة سيكون المستخدم قادرًا على حماية صورة ملفه الشخصي.