حينما نتحدَّث عن إدمان الهاتف الذكي، فإننا نتصوَّر على الفور طفلاً يجلس أمام شاشته لفترات طويلة، يهمل الدراسة والتمرين، وقد ينخرط في علاقات مُسيئة، ربما يُبتز بسببها. هذا يحدث بالفعل، بل يحدث ما هو أسوأ، لكن على الرغم من ذلك فإننا عادة ما نتجاهل أزمة أهم وأكبر تتعلَّق بالآباء أنفسهم، وتأثير انشغالهم بالهواتف الذكية على أطفالهم، الأمر الذي تبيَّن أنه قد يؤثر جذرياً على مستقبل الأطفال.
أدَّى انغماسنا التام في استخدام الهواتف الذكية في هذه الأيام إلى العديد من الكوارث والنتائج الوخيمة. ألم نسمع جميعنا من قبل عن الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات بسبب استخدام الهاتف؟ ماذا عن اضطرابات النوم، والافتقار إلى التعاطف إزاء الآخرين، والمشكلات التي تملأ علاقاتنا الاجتماعية بالفجوات، والتشتت لدرجة أنه لم يعد هناك شيء يجذب انتباهنا؟ يبدو أنه بات من الأسهل ذكر الأشياء التي لم تُفسدها الهواتف الذكية عوضاً عن سرد الأشياء التي أفسدتها.
ومع ذلك، فإن المشكلة الأخطر تتعلَّق بتربية الأطفال وفقا لما تُفيد به الأبحاث الحديثة، لكن الأمر لا يتعلَّق بما قفز إلى ذهنك الآن حيال انكباب الأطفال في هذه الأيام على الشاشات، وإنما الأخطر من ذلك هو سلب تلك الشاشات الانتباه الكامل للوالدين. المشكلة التي نواجهها حاليا هي أنه رغم وجود الآباء باستمرار في حياة أطفالهم، فإن هذا الحضور ليس أكثر من وجود "جسدي" شاحب لا يربطه انسجام أو تعاطف. بالطبع لست متحاملة على آباء هذه الأيام، بل أُبدي تعاطفي الكامل تجاههم، فطالما مازحني أولادي بأنهم ربما ما كانوا لينعموا بطفولة سليمة وسوية لو امتلكت هاتفا ذكيا قبل 25 عاماً.
إن تسليطنا الضوء على مدى كارثية انغماس الوالدين أمام الشاشات لا يعني أننا نتغاضى عن المخاطر المباشرة التي تُشكِّلها الشاشات على الأطفال، إذ تُشير الكثير من الأدلة إلى أن الأوقات التي نقضيها أمام الشاشات (خاصة عند التعرُّض إلى مشاهد سريعة الإيقاع أو عنيفة) تضر بأدمغة أولادنا، وتوصَّلت بعض الأدلة أيضا إلى أن أطفال اليوم في سن ما قبل المدرسة يقضون أكثر من أربع ساعات يوميا أمام الشاشات، ومنذ عام 1970، انخفض متوسط عمر الأطفال الذين يستخدمون الشاشات بانتظام من عمر 4 سنوات إلى عمر 4 أشهر فقط!
ربما تكون بعض الألعاب التفاعلية الحديثة التي يلعبها الأطفال على الهواتف الذكية اليوم أفضل من مشاهدة التلفاز أو اليوتيوب، وهذا لأنها ببساطة تُقدِّم محاكاة أفضل للسلوك الطبيعي للأطفال، ورغم الضرر الناجم عن التعرُّض للشاشات، فإن العديد من البالغين الذين يعملون بكفاءة عالية اليوم نجوا من تبعات طفولة مُغيِّبة لعقولهم تعرَّضوا فيها للكثير من التلوث والهراء المعرفي.
ختاناً، إننا لسنا واعين حقاً للثمن الذي قد يدفعه الأطفال مقابل التصاقهم الدائم بالشاشات، فالوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية هو ببساطة الوقت الذي يتخلى فيه عن استكشاف العالم الحقيقي والتواصل مع الآخرين!
المصدر: موقع "الجزيرة نت"
وفقًا لآخر استطلاع إيراني، جرى تصدير منتجات النانو الإيرانية إلى 48 دولة في العالم.
من المتوقع أن يرصد سكّان القارة الأميركية كسوفًا كليّا وجزئيا في يوم 4 أبريل/نيسان القادم، وسيستمر لنحو ساعتين
ظهر أول مريض زُرعت له شريحة، وهو يستخدم عقله للعب الشطرنج عبر الإنترنت في بث مباشر
موقع "أمان الأطفال" الإلكتروني هو الوُجهة الإرشادية، التوعَوية والتثقيفية لكلِ من الأطفال والأهل من خلال العديد من الموضوعات:
- أمان الأطفال في تصفحهم للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، واستخدامهم الآمن للتكنولوجيا وألعاب الفيديو
- أمان الأطفال في بيئتهم الاجتماعية والأُسرية
- أمان الأطفال والسلامة المنزلية
- أمان الأطفال تربوياً، تعليمياً ورياضياً
- أمان الأطفال صحياً وخاصة بعد جائحة كورونا والأمراض المُستَجدة
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال