كيفية التعامل مع الطفل البكّاء

سلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد" - الجزء الثاني

 

في الغالب تتبع معظم الأسر واحدة من طريقتين مع الطفل العنيد، وهي إما تلبية رغباته كي يصمت ويتوقف عن الزن، أو تعنيف الطفل بشكل شديد، ولكن كلتا الطريقتين غير مناسبتين للتعامل مع الطفل العنيد الزنان. فتلبية رغباته تجعله يدرك أن الزن سبيل جيد للحصول على ما يريد، وبالتالي سيكرر السلوك دائماً، وهذا ما لا نريده أبداً. أما التعنيف فسيشعر الطفل بالإهمال وعدم الأهمية، وكلاهما مُسكّن مؤقت لا يحل المشكلة من جذورها ويعالجها بشكل تربوي سليم.

لكن هناك الكثير من الطرق التربوية الملائمة للتعامل مع الطفل العنيد الزنان وهي كالتالي:

انظر للأمر كسلوك وليس كشخص
بمعنى أن تنظر لما يقوم به الطفل من سلوك يحتاج إلى تقويم ودورك كمربي هو مساعدته، ولا تنظر له لشخصه وتتخذ من الأمر موقفاً شخصياً وتضع رأسك برأسه وتصبح مثله.

كن الفعل لا رد الفعل
ابتعد عن الضرب والعصبية وصيغة الأمر في الحديث مع طفلك وقت حدوث السلوك العنيد الخاطئ منه، لأنه حينها يتصرف بعناد أكثر لإثبات ذاته، فكن أنت الفعل والحدث وحافظ على هدوئك. اجلس في مستوى الطفل وانظر إلى عينيه واجعله ينظر إليك وتكلم بصوت هادئ مريح وحاول أن تربت على كتفه بحب، وأخبره أنك تحبه وتتفهم رغباته وتود سماعه ولكنك لا تستطيع سماعه بهذه الطريقة وأنك ستنتظره لحين أن يهدأ ثم يخبرك عما يريد بطريقة ملائمة.

لا تنكر مشاعره
من حق طفلك الشعور بما يريد والتعبير عما يريد، ولكن عليك أن تساعده في تعلم الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره ومتطلباته، فلا تنكر عليه مشاعره أو تستهزئ بها خاصة وقت غضبه وعناده، لأنك بذلك تهدم لا تبني.

كن قدوة حسنة لطفلك
قبل أن تطلب من طفلك أن يتحلى بالصبر والهدوء ويتكلم بطريقة ملائمة مهذبة، عليك أولاً أن تفعل أنت ذلك أمامه ومعه بشكل دائم، فالطفل يتعلم بالقدوة أكثر من التكوين الفعلي للسلوك بمقدار 75٪ ويقلد كل ما تفعله.

تحلَّ بالصبر والحزم
لا تتراجع عن قراراتك ومواقفك نتيجة لعناد وكثرة زنّ طفلك، فالطفل يتمتع بطاقة كبيرة وصبر وذكاء شديد ولا يملّ حتى يصل لما يريد، فعليك أن تتفهم ذلك ولا تتراجع عن قراراتك مهما حصل. ومع تكرار السلوك منك والتزامك سيكتسب هو السلوك الجديد ويلتزم بالاتفاق وهو أن يهدأ ويعبر بشكل ملائم عما يريد، ولا تتوقع أن يتوقف فوراً عن الزن والعناد، فالوقت دائماً هو العلاج، وسلوك مثل العناد يحتاج لا بُد إلى وقت ومواقف كثيرة ليفهم مدى حزمك وجديتك وثباتك ثم يحاكي أفعالك.

أعطِ الطفل خيارات
إنّ أفضل طريقة تساعد الطفل على أن يكون متعاوناً هي إعطاؤه الخيارات؛ حيث يزداد إحساسه بالحريّة والسيطرة على الأمور وبأنّه صانع القرار، وأمّا بالنسبة للمهام التي لا يرغب الطفل بإنجازها والتي يصعب تخييره فيها؛ فيمكن اعتماد أسلوب التخيير في طريقة الإنجاز. حيث تساعد هذه الطريقة الوالدين على إقناع الطفل بإنجاز المهام التي لا يحبّها وبموافقته، ومع ذلك ننبّه إلى أنّ هناك بعض المواضيع التي لا يصحّ تقديم خيارات بها ولا يمكن النقاش أو التفاوض بشأنها؛ حيث يكون القرار بيد الوالدين أو مقدّم الرعاية فقط، ولا يحقّ للطفل التدخّل بذلك، ولكن يمكن شرح سبب اتباع هذه القوانين.

التزم الهدوء
إمّا بوضع الطفل في مكان آمن في إحدى الغرف والذهاب إلى غرفة أخرى للاسترخاء واستعادة الهدوء، أو طلب المساعدة من فرد آخر للعناية بالطفل إلى حين استعادة الهدوء والصبر.

اعمل مع طفلك
العمل والتشارك معه في إنجاز المطلوب أفضل من إخباره بما عليه من أعمال، وذلك لأنّ هذا النوع من الأطفال حسّاس للغاية لكيفيّة التعامل معه، لذلك يجب على الوالدين الانتباه إلى نبرة الصوت، ولغة الجسد، والمصطلحات المستخدمة خلال النقاش معه؛ إذ يُحاول الطفل حماية نفسه بأسلوبه عندما يكون منزعجاً من تصرّفات الوالدين، وذلك إمّا بالتمرّد، أو بالإجابة بقلّة احترام، وإظهار العدوانيّة.

تفاوض مع طفلك
يحتاج الطفل العنيد إلى التفاوض لمعرفة الطريقة المناسبة لإقناعه بالتوقف عن هذه التصرفات والاستماع للوالدين؛ إذ إنّ التفاوض يُشعِر الطفل بأنّ الوالدين يسمعان ويحترمان رغباته وأمنياته، والهدف من التفاوض هو فتح باب الحوار من خلال طرح مجموعة من الأسئلة ليبدأ الطفل بالتحدّث عن الأمر، ثم يصل كلٌ من الوالدين والطفل إلى حلّ عملي يُرضي ويناسب الطرفين.

افهم وجهة نظر الطفل
ضع نفسك مكانه وتفهّم وجهة نظره في الموضوع، وتصوّر الموقف والشعور الذي مرّ به الطفل حتى يتصرّف بهذه الطريقة.

وفِّر بيئة مناسبة في المنزل
اجعل بيئة المنزل مليئة بالسعادة والراحة للطفل، فهذه طريقة جيّدة للتعامل مع الطفل العنيد من خلال خلق جو من الاحترام المتبادل والتفاهم والتعلّق العاطفي، فهذا يُبقي لدى الطفل شعوراً جيّداً تجاه والديه طوال الوقت في المنزل.

تجنب صيغة الأمر في الحديث مع طفلك
لا يصح أنّ يقول أحد الوالدين: "افعل هذا الأمر لأنّه واجب عليك، ولا تجادل"، وإنّما يجب محاورة الطفل وإقناعه بأهمية تطبيق القواعد العامة في المنزل وخارجه وما يترتب عليها من أمور جيدة وعواقب حسنة، فهذا مدعاة لتقبل الطفل وتفهمه.

الروتين مفتاح النجاح
يُنصح الوالدان بوضع برنامج حياة ثابت للطفل بحيث يُغطّي جوانب الحياة اليوميّة والأسبوعيّة له؛ حيث يساهم الالتزام بالبرنامج الثابت أو ما يُعرف بالروتين في تحسين سلوك الطفل وتحسين أدائه في المدرسة أيضاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ قلّة النوم لدى الطفل وشعوره بالتعب قد يؤدي إلى مشاكل سلوكيّة خلال اليوم، لا سيّما للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشر عاماً، وبالتالي يجب تحديد وقت معيّن للنوم بحيث يحصل الطفل على قسط وافر من النوم والراحة يومياً.

تعزيز السلوك الجيّد
إذا اعتاد الطفل على الرفض وقول كلمة لا، يُنصح بداية بسؤال الوالدين أنفسهما فيما إن كانا يُكرران هذه الكلمة كثيراً، وربما دون قصد، فالطفل يقلّد أبويه بشكل تلقائي، ويمكن للوالدين استدراك هذه المشكلة من خلال التقليل من هذه الكلمة، وكلّما استجاب الطفل بشكل إيجابي، يزداد احتمال شعوره بأنّه مسموع ومُقدّر، وذلك يُعزز الإيجاب لديه بدل الرفض.

أعط طفلك قدراً من الحرية
عندما يشعر الطفل بأنه مراقب بكاميرا عيون الآباء، يصبح أكثر توتراً وعصبية؛ لذا يجب ترك بعض الحرية حتى يكون هناك مجال لتصحيح خطئه بنفسه.

اترك له مساحة يتعلم فيها من خطئه بنفسه
بعض الأمور يرغب فيها الطفل وهي في الواقع لا تشكل خطراً عليه، فاتركه يفعلها؛ السماح بالعواقب الطبيعية أكثر منطقية بدلاً من محاولة إقناع الطفل باتخاذ خيار أفضل.

تأكد من فهم الطفل للمطلوب منه فعله
قد يحدث العناد نتيجة عدم إنجاز الطفل لمهمة معينة أو عدم تنفيذه لأمر بعينه؛ بسبب عدم فهمه له وعدم وضوح الأوامر المركبة له، فكن صريحاً ومحدداً وركِّز على المهم فالأهم، ولا تطلب من طفلك تنفيذ سلسلة من الأعمال.

ركن استجماع النفس
اترك الطفل العنيد يشعر بجميع المشاعر ومنها الغضب والضيق حتى يتعلم ويعرف كيفية التصرف عند كل شعور، ولا يجب أبداً أن نوقف تلك المشاعر، فعلينا تعريف وتحديد مشاعر الطفل، وإظهار التعاطف معه، ومن الجيد أن تعلّمي طفلك كيف يدير غضبه، وكيف يتعامل مع عصبيّته بتخصيص ركن في المنزل أو في الغرفة وتسميته ركن استجماع النفس، يمكن استخدامه ليدعوه للاسترخاء وعودته للهدوء، ويكون من اختياره هو.

علم طفلك كيف يدير مشاعره
أخبر طفلك أن مراكز التفكير وأخذ القرار في المخ تتوقف عن عملها أثناء الغضب والعصبية؛ لذا يجب أن يتنفس الإنسان الغاضب بعمق بأخذ شهيق عميق، ثم حبس هذا الشهيق وعد للرقم 5، ومن ثم إخراج هذا النفس على ثلاث مرات.

محور الكون
الطفل مغرور؛ يرى نفسه دوماً هو مركز الكون، ويزداد عناده تجاه أي شخص يتعامل معه كباقي أقرانه، لذلك يجب الإطراء على الأفعال التي يفعلها والإنجازات التي قام بها دون المبالغة.

 

 

للإطلاع على أجزاء سلسلة التربية الأُسرية: "تربية الطفل العنيد":

الحزء الأول بعنوان: "كيف تتعامل مع طفلك “الزنّان” أو العنيد؟"

الحزء الثالث بعنوان: "مميزات الطفل العنيد وتأثير ذلك على مستقبله"

 

 

 

المصدر: موقع "عربي بوست"

مواضيع مرتبطة

دورة تعليمية في اللغة الفارسية للأطفال..انضموا إليها

تهدف إلى إياد فرص نادرة للأطفال لتعلّم لغة أخرى؛ إضافة إلى لغتهم الأمّ.

كيف تجعلين طفلك يحبّ شهر رمضان ويرغب بالصوم؟

الطفل يحبّ كل ما هو جميل ومدهش، خصوصًا عندما يتغيّر الروتين اليومي للعائلة.

عادات لا تنقليها إلى أطفالك في شهر رمضان المبارك

يفرح الأطفال بشهر رمضان المبارك فرحة كبيرة، بسبب تغيير روتينهم اليومي ومشاركتهم أهلهم الإفطار وحتى محاولة الصيام مثلهم..