حاجة الطفل للأمن والاستقرار في أسرته

حاجة الطفل للأمن والاستقرار في أسرته

الأمن هو الاستقرار والطمأنينة، وهو ضد الخوف والتهديد. والأمن اجتماعياً: هو استقرار الأسرة وأدائها لحقوقها في سياج من الثقة والطمأنينة والمودة والعطف فيما بين الأفراد. لذا فإن مرحلة الطفولة أحوج ما تحتاج إليه هو إشباع للعديد من الجوانب والحاجات النفسية لدى أبنائنا- كما تقدم في الاسهامات السابقة- من أجل ترسيخ انتمائهم الأسري واستقرار حياتهم الاجتماعية.

فالصغار - مثلا- بحاجة إلى حنان ومحبة الوالدين مما يشعرهم بالإشباع العاطفي، كما إنهم في حاجة إلى الرعاية الأبوية والتوجيه، بما يحقق لهم النمو النفسي والجسدي السليم، ويضمن لهم أفضل مستوى من الرصيد المعرفي الذي ينفعهم في أيامهم المقبلة، والأمان أو الأمن حاجة ماسة من حاجات الطفولة السوية، لذا فإنهم يحبوننا بجوارهم، ويرفضون النوم وحدهم، ويلتصقون بنا، ولذلك من المهم أن يعيش الطفل في وسط أسري يشعره بالأمن، والعناصر الأساسية للأمن هي: المحبة، والقبول، والاستقرار..

فالطفل المحبوب طفل سعيد، ولكن هذا الحب يجب أن يكون حبًّا حقيقيا صادرا من القلب وليس مظهرا خارجيا لحب مفروض من الخارج. والحب لا يستطيع أن يقوم بدوره في إشعار الطفل بالأمن إلا إذا أحس الطفل أنه مقبول في عائلته، وهو الشرط الثاني. ومظاهر قبول الطفل كثيرة منها شعوره بأن له مكانة في المنزل، وكذلك شعوره بأن والديه يقدمان الكثير من التضحيات في سبيل إسعاده. واستقرار الوسط العائلي شرط ثالث في الأمن، فكلما كانت الأرضية التي يعيش عليها الطفل ثابتة وترحب به، ساعد ذلك على نموه وتكيفه مع البيئة، كما أن ثبات الأساليب التي يعامل بها الطفل شرط أساسي من شروط استقراره النفسي، أما اختلاف الاتجاهات العائلية في تنشئة الطفل يؤدي دائما إلى زعزعة الكيان النفسي له، ومن أمثلة ذلك: قسوة الأب وصلابته في إعطاء الأوامر في الوقت الذي تتساهل فيه الأم مع نفس الأوامر وتكثر الصفح والتسامح.

ويجب أن يضاف إلى الاستقرار والثبات في أسلوب المعاملة، استقرار العلاقات المتبادلة بين الزوجين، والحرص كل الحرص على تجنب المناقشات الحادة أو الشجارات أمام عيون أطفالهم، ومن العوامل الأخرى التي تؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي للطفل كثرة التغيير في المسكن والمدرسة بصورة متكررة؛ ولكن هذا الضرر يمكن التخفيف من حدته عن طريق الاستقرار الانفعالي الدائم في الأسرة أثناء التغييرات المتوالية للأمكنة.

 

أنواع الأمن:

1- السلامة من العنف والاعتداء الجسدي: (الضرب مثلًا).
2- الأمن المعنوي والنفسي: (تجنب التهديد والتخويف والنقد الهدام والمقارنة.. إلخ وكل ما من شأنه أن يُحدث التوتر الداخلي لدى أفراد الأسرة، خاصة الطفل..) وللإشارة فإن الصراخ مثلًا يُعَدُّ من بين أخطر المهددات على نفسية الطفل وهو أسلوب من أساليب العقاب والتي لا تُشعر الطفل بالأمان في أسرته، وعواقبه تتمثل فيما يلي:
- الصراخ بمثابة إهانة لكرامة الطفل.
- تحطيم لمعنوياته.
- تشكيك في قدراته الذاتية.
- سحب للثقة بالنفس.
- تدمير للعلاقة الإنسانية بين الطرفين.
الأمن الأسري: تؤدي الصراعات المستمرة بين الأبوين أو بين الإخوة أبين الآباء والأبناء إلى جو متوتر في البيت، وتؤدي المجادلات المستمرة الحادة إلى شعور بعدم الأمن، والأطفال الذين لا يشعرون بالأمن يحسون بأنهم أقل قدرة من غيرهم في التعامل مع مشكلات الحياة..
الأمن الصحي: احتياج الطفل إلى التغذية الصحية والرعاية اللازمة عند المرض..
الأمان العاطفي: احتياج الطفل الملح للأمان بشتى أنواعه يتطلب من الوالدين التواجد المستمر، ويتحقق ذلك فعليا عندما يكون لحضورهما أثر ملموس في نفوس أطفالهما، ويكون باستطاعتهما تخصيص الوقت الكافي للعب معهم والاستماع لمشكلاتهم والعمل على حلها، بالإضافة إلى تمكينهم من الاختيار، كما أن مسؤولية الوالدين الحقيقية تكمن في إشباع ابنهما عاطفيا ونفسيا وماديا حتى يتسنى له الانخراط بمجتمعه والوقوف بثبات على تلك الأرضية الصلبة التي بإمكانها أن تحدد مدى قدرته على تحمل مصاعب الحياة ومحاولة تغييرها نحو الأفضل.
الأمن الاقتصادي والمادي: بأن يكون هناك عائد مادي مستقر، بحيث يُؤمِّن العائلة مستحقات ومتطلبات العيش (مأكل.. ملبس.. أدوية..).


لا يُعرف حقيقة الأمان والسعادة داخل الأسرة وخارجها إلا بالضوابط، إذ يجب أن نُشعر الطفل بالحرية في أحضان أسرته لكن هذه الحرية ليست مطلقة، بل هناك ضوابط وقوانين والتزامات لا يجب تجاوزها، مثل الذي يقود السيارة فهو يعلم القوانين والضوابط (إشارة حمراء، توقف، مخالفات..) ويعلم أنه تقييد لحريته، لكن يشعر بالأمان.

مواضيع مرتبطة

الطفولة السعيدة تدعم الصحة العقلية وتحمي المراهقين من الاكتئاب والتوتر 

دراسة كندية: وصف الباحثون التجارب الإيجابية في مرحلة الصغر بأنها الشعور بالانتماء للمجتمع.

كيف تساعد قراءة القصص في تطوير المهارات العاطفية للطفل؟

قراءة الروايات والقصص الخيالية تنشط مسارات الخلايا العصبية في الدماغ، ما يساعد في تحسين قدرات الذكاء العاطفي عند القارئ.

كتاب للأطفال يحثّ على زواج الجنس المماثل يثير زوبعة في تونس

دومًا فتّش عن مؤسسات الأم المتحدة التي تزعم حرصها على العلاقات الأسرية وحماية المجتمعات!

كلمات مفتاحية

ارشادات_أُسرية