كيف تتعامل مع الطفل كثير الجدال

كيف تتعامل مع الطفل كثير الجدال

بعض الأطفال يُجادلون في كلّ شيء، مما يجعل التعامل معهم متعبًا للأم والأب وللمعلمين. فهل يصبح الأمر أقل صعوبة؟ إذا تمت معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع هؤلاء الأطفال، تكون المكاسب كثيرة، خاصة أنّ الطفل المُجادل في الحقيقة متميز بنقاط قوّة يكون من الأفضل استغلالها لتقوية شخصيته، وعدم اتباع الأساليب الخاطئة والتقليدية التي يتبعها بعض الآباء والأمهات والمعلمين في قمع الطفل وعدم التجاوب معه. في هذا المقال سيتم تسليط الضوء على كلّ النقاط المهمة التي يجب الانتباه إليها أثناء التعامل مع الطفل كثير الجدال.

 

الطفل كثير الجدال في علم النفس

في كثير من الأحيان يظهر الأطفال حتى المطيعين منهم نوبات متكررة من الجدال والتحدّي وحدّة الطباع وعدم الرضا. ومن وجهة نظر علم النفس قد يكون الطفل مصابًا باضطراب العناد الشارد (ODD)، إن قام بتشخيصه طبيب نفسي أو متخصص في الصحة النفسية. بعدها نقوم بتعليم الطفل مهارات تساعده على النقاش الإيجابي وإدارة المشاكل السلوكية، وربما يحتاج إلى العلاج بالأدوية إذا ارتبطت هذه الحالة باضطرابات نفسية أخرى. من الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب والتي لها علاقة مباشرة بالطفل كثير الجدال هي السلوك العنادي الجدلي للطفل والمتمثل في ما يأتي:

  • مجادلة الأشخاص البالغين والكبار المسؤولين عنه مثل: الوالدين والمعلمين.
  • العناد الشديد والمتزمت وعدم الانصياع إلى أي أوامر أو طلبات.
  • تجاوز القواعد والخطوط التي يفرضها الآخرون عليه.
  • مضايقة الآخرين وإزعاجهم عمدًا.
  • لوم الآخرين المتكرر على سوء سلوكه وأخطائه.

 

الأسباب الاجتماعية التي تجعل الطفل كثير الجدال

أحيانًا قد يفقد الآباء والأمهات صبرهم بسبب كثرة جدال الطفل وقد يصرخون عليه باستمرار ويوبخونه، أو قد يتجاهلون سلوكه الجدلي وهذه أسوأ طريقة للتعامل مع الطفل فيزداد الأمر سوءًا، لكن يجب أولًا معرفة الأسباب التي جعلت الطفل يتصرف بهذه الطريقة، والتي منها:

  • محاولة الطفل فهم البيئة المحيطة به بطريقة مختلفة عن الآخرين.
  • شعور الطفل بالإهمال بين أخوته أو زملائه، ورغبته في إظهار نفسه.
  • عدم فهم الوالدين لطبيعة الطفل وشخصيته.
  • عدم قدرة الطفل على التعبير عن احتياجاته بالشكل المناسب.
  • عدم معرفة الطفل وسائل التواصل الصحيحة مع المحيطين به.
  • تعكّر مزاج الطفل الدائم بسبب شعوره بالقلق والتوتر وقلة النوم.
  • التعامل مع الطفل بعصبية وبصيغة الأمر وعدم طلب تنفيذ الأشياء بلطف والصراخ الدائم في وجهه.


كيفية التعامل مع الطفل كثير الجدال

التعامل مع الطفل كثير الجدال يكون مرهقًا في معظم الأحيان، لذلك لا بدّ من معالجة هذا السلوك بالطريقة الصحيحة، وفيما يأتي بعض الاقتراحات للتعامل السليم مع الطفل كثير الجدال:

  • تلبية حاجات الطفل الأساسية التي يُكثر الجدال حولها، كي لا تكون لديه أي حجة للجدال.
  • تجنب مجادلة الطفل بصوتٍ عالٍ أو الصراخ عليه، والحديث معه بهدوء وإقناع، والتحكم في الغضب قدر الإمكان.
  • تقديم الاحترام للطفل، فالطفل يتكيف مع طبيعة والديه، وهذا يترك تأثيرًا كبيرًا على سلوكه، فإذا تعامل معه والديه باحترام ولطف سيتعامل معهما بنفس الطريقة ويخفف من حدّة جداله.
  • محاولة فهم الطفل وعدم وضع افتراضات مسبقة حول سبب جداله، وسؤاله بشكل واضح والسماح له بإعطاء وجهة نظره ومساعدته على التعبير.
  • طرح الأسئلة على الطفل، فعندما يرفض تناول طعام ما ويبدأ بالجدال، من الأفضل توجيه الأسئلة له عن سبب رفضه ومحاولة فهم أسبابه، مما يجعل الطفل يهدأ ويجادل بطريقة أقل حدّة.
  • تقديم القدوة الحسنة للطفل، يجب أن يكون الوالدان قدوة جيدة ونموذج لطيف في التعامل، سواء في طريقة التعبير عن المشاعر وانتقاء الكلمات ونبرة الصوت أو طريقة التعامل مع المواقف.
  • تعليم الطفل الطريقة الصحيحة للتواصل، وتوضيح وجهة نظره بأدب ودون جدال متواصل.
  • وضع قواعد وخطوط داخلية للطفل، وإفهامه أنّ بعض الأشياء غير قابلة للجدال أو التفاوض أبدًا وعليه القيام بها مثل: إمساك اليدين في الأماكن المزدحمة وعدم اللعب بالأدوات المؤذية.
  • إعطاء الطفل مساحة من الوقت، وعدم الاستمرار في جداله إن لم يتوقف عن الجدال رغم كلّ الطرق، وذلك بتعليق المحادثة قليلًا كي يهدأ الطفل ويستطيع التعبير بشكل أفضل.
  • قضاء وقت إضافي مع الطفل، إذ يمكن أن تكون الخلافات المستمرة معه وكثرة جداله نتيجة إحساسه بالإهمال، بينما شعوره بالارتباط مع والديه يجعله يقلل الرغبة في جدالهما.
  • عدم الضغط على الطفل بشكل مبالغ فيه لتنفيذ بعض الأشياء الثانوية، والتركيز على الأولويات فقط.
  • معالجة المخاوف الأساسية لدى الطفل، خاصة عندما تكون حججه في الجدال مفاجئة وغير متوقعة، ولهذا يجب إعطاؤه الإحساس بالأمان والتخفيف من حدّة توتره، والتأكد من أنه ينام بشكل جيد.
  • اللجوء إلى معالج نفسي أو متخصص نفسي إذا فشلت جميع طرق التعامل مع الطفل واستمرّ في جداله، إذ يوجد لدى المعالج النفسي أساليب إضافية تُساعد الطفل على تخطّي هذه الحالة بعد الجلوس معه.

 

في بعض الأحيان لا يكون الطفل مخطئًا في جداله، بل يكون الخطأ من نصيب الوالدين في تعاملهما معه بأسلوب غير مناسب، أو عند إصرارهم على تنفيذه أشياء لا يستطيع القيام بها أبدًا كالإجبار على تناول نوع لا يحبه من الطعام، أو منعه من تناول السكاكر أو الأيس كريم. وهذا بالنسبة للطفل أمرٌ بديهي، والخوض في جدال معه حول هذه الأمور يُشعره بالتعاسة، لهذا لا بدّ من التروي والتصرّف مع الطفل بطريقة تشعره بالأمان والحب واحترام الذات كي يخفف من حدّة الجدال ويكون أكثر تقبلًا للتوجيه.

 

 

 

المصدر: موقع "فَنُور"

مواضيع مرتبطة

الطفولة السعيدة تدعم الصحة العقلية وتحمي المراهقين من الاكتئاب والتوتر 

دراسة كندية: وصف الباحثون التجارب الإيجابية في مرحلة الصغر بأنها الشعور بالانتماء للمجتمع.

كيف تساعد قراءة القصص في تطوير المهارات العاطفية للطفل؟

قراءة الروايات والقصص الخيالية تنشط مسارات الخلايا العصبية في الدماغ، ما يساعد في تحسين قدرات الذكاء العاطفي عند القارئ.

كتاب للأطفال يحثّ على زواج الجنس المماثل يثير زوبعة في تونس

دومًا فتّش عن مؤسسات الأم المتحدة التي تزعم حرصها على العلاقات الأسرية وحماية المجتمعات!