للتكنولوجيا فوائد للطفل.. لكن ماذا عن الأضرار و كيفية تجنبها؟

مميزات وعيوب.. ونصائح للحد من آثارها السلبية

التكنولوجيا "أكلت دماغنا" - كباراً وصغاراً - وأصبحت جزءاً أساسياً من حياتناً لا نستطيع أن نمنع أنفسنا ولا أبناءنا عنه.
فما هي تأثيراتها الإيجابية والسلبية؟ وكيف نوظفها لصالح أبنائنا؟
طبعاً يختلف تأثير التكنولوجيا على الطفل حسب نوعية الوسائل التي يستخدمها، وفيمَ يستخدمها، وبأي قدر.

ما هي مميزات التكنولوجيا؟

تعليم إلكتروني للأطفال: سهولة العثور على المعلومة تجعل الطفل غير مضطر لحفظ المعلومات، مما يفسح المجال لعمليات عقلية أعلى كالتفكير الناقد وحل المشاكل والتأمل. فلتكنولوجيا دور لا يمكن إنكاره في تعليم الطفل وتنمية ذكائه. فمن خلال الأجهزة الحديثة مثل الآيباد والهواتف الذكية للأطفال يمكنهم التعلم من خلال بعض التطبيقات الحديثة الخاصة بالهواتف الذكية مثل تطبيقات الكتب الإلكترونية الناطقة، بل ويمكنهم تعلم لغات جديدة أيضا عن طريق التطبيقات. هذا بالإضافة إلى أنها تتيح للأطفال فرصة لقراءة الكتب بشكل سهل في أي مكان و أي وقت بدلا من الذهاب إلى المكتبات في أوقات محددة.

تنمية المهارات الإجتماعية للطفل: من خلال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة يكتسب الطفل المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الاجتماعية. فإذا استخدمت هذه الأجهزة بشكل صحيح يستطيع الطفل التواصل مع أصدقائه و أقاربه من خلال برامج التواصل مثل سكايب. فمواقع التواصل الاجتماعي تحديداً قد تكون مدخلاً للتعرف على اهتمامات الأبناء ومشاركتهم فيها.  

تحقيق الأهداف: الكثير من الألعاب و الأنشطة التي يمكن ممارستها باستخدام اللابتوب أو التطبيقات على الهواتف الذكية تساهم في تعليم الطفل ضرورة إنجاز المهام من خلال قيامه بإنهاء مستوى في لعبة أو برنامج تعليمي حتى ينتقل للمستوى الآخر.

تطوير مهارات الطفل: اكتساب المعلومات والأفكار المفيدة، فقد تساعد الأجهزة التكنولوجية الحديثة في تطوير مهارات الطفل بشكل ملحوظ، فهي تساعده في تنمية مواهبه أو دعمه بالمعلومات اللازمة و التوسع في القراءة عن مجالات يهتم بها و التي بكل تأكيد تقوم بتوسعة مداركه و اكتسابه ثقافات ومعلومات في مجالات مختلفة.

أما عيوبها:

التوحُد و الانعزال: تدفع التكنولوجيا الطفل إلى التوحد و الانعزال عن عائلته و أصدقائه وينطوي في عالم إلكتروني افتراضي فتجد أنه يقضي ساعات أمام شاشة التلفاز أو الآيباد إما لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب حتى أن الطفل يفضل قضاء أغلب وقته مع الأجهزة الإلكترونية بدلا من قضاء وقته مع عائلته.

أضرار صحية: تسبب صعوبة في النوم نتيجة الموجات الكهرومغناطيسية ووميض الشاشات التي تحفز كهرباء المخ. فقضاء الأطفال ساعات أمام شاشات التلفاز أو اللابتوب أو حتى الهواتف الذكية تعرض الطفل للأشعة المنبعثة منها مما يؤدي إلي ضعف النظر و تحسس العين، هذا بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل السمنة لكثرة جلوس الأطفال و تناولهم الأطعمة الكثيرة دون إدراك الكمية.

الانفتاح غير المحدود: من خلال الأجهزة التكنولوجية و الانترنت قد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره فهو عالم مفتوح ليس له حدود أو شروط و مع سن الأطفال الصغير لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح و خاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم.

اكتساب العنف: قد يكتسب الطفل العنف و ذلك نتيجة لمشاهدته بعض الأفلام التي تقدم مشاهد عنف بشكل أو بآخر أو عن طريق الألعاب التي تتضمن حروب أو قتل وعادة ما يتأثر الطفل بما يشاهده بل و يحاول ممارسته في الحياة الواقعية.

و هنا يأتي دور الآباء في توجيه ورعاية الأطفال للحد من أضرار التكنولوجيا و أجهزتها الحديثة عليهم حيث أن الإفراط في استخدام أي شي يقلب مزاياه إلي عيوب وأضرار.

كيف توظف وسائل التكنولوجيا لصالح أبنائك؟

- الاهتمام بالأبناء من خلال الاستماع إليهم وقضاء الوقت معهم.
- الحرص على شغل أوقاتهم بأنشطة أخرى محببة لهم وممارسة الرياضة.
- ينصح الآباء بمتابعة أطفالهم من بعيد دون أن يشعروهم أن تحت المراقبة.
- تحديد وقت استخدامها حيث يوصى بعدم تعريض الأطفال الأقل من سنتين لأي شاشات.
- تربية ضمير الأبناء حتى يتمكنوا بأنفسهم من تمييز الغث من السمين وتجنب ما يخالف مبادئهم.

وللحد من خطر التكنولوجيا على الأطفال:

    (الأمر الذي يبدو صعبا و لكنه بالقليل من الاهتمام يكون سهلا و يصبح عادة)
- تخصيص أوقات للعائلة بدون تكنولوجيا: من الجيد أن يقوم الآباء بتخصيص وقت للعائلة بدون استخدام الهواتف الذكية وشاشات التلفاز وغيرها من الأجهزة التي تعيق التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية و قضاء وقت للمحادثات والتواصل بينهم مما يجعل هناك لغة حوار بين الآباء والأطفال كما يسهم في إطلاع الآباء علي سلوكيات الطفل وملاحظة ردود أفعاله في مواقف مختلفة.
- شروط الاستخدام: من الضروري أن يقوم الآباء بوضع شروط لاستخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة من حيث عدد الساعات و متى يقوم الطفل بقضاء بعض الوقت في الألعاب أو مشاهدة الأفلام فينشأ الطفل على هذه الشروط و تصبح عادة في حياته.
- كن قدوة! يجب أن تكون قدوة لطفلك فلا يمكن أن تقوم بتوجيه طفلك بالإرشاد في استخدام الهاتف أو الآيباد بينما أنت تقضي أغلب وقتك مع الهاتف أو في مشاهدة التلفاز.

يجب أن يكون الأهل قدوة في استخدام التكنولوجيا باعتدال وأن تكون هناك قواعد تسري على البيت كله، مثل:

1- وضع الهواتف خارج الغرفة عند النوم.
2- استخدام التليفون في غير أوقات الطعام.
3- تصفح الإنترنت يكون بعد عمل الواجب.
4- إغلاق الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.

و أخيرا من الجيد أن تحث طفلك علي التفكير و اختيار الأنسب له و ما يساعده في تحقيق أهدافه و تطوير و تحسين نفسه كما أنه من الضروري أن تعلم طفلك كيف يرتب أولوياته وينظم وقته و بذلك تضع له الأسس التي سيقوم  بمواجهة سلبيات التكنولوجيا على أساسها.

مواضيع مرتبطة

دبوس الذكاء الاصطناعي من شركة هيومان.. ثورة تقنية أم خدعة جديدة؟

تعتمد وظائف دبوس الذكاء الاصطناعي على واجهة تعمل باللمس والأوامر الصوتية

ميتا تطلق Llama 3... «أقوى» AI مفتوح المصدر

يتفوق Llama 3 في مهام التفكير المعقّدة، وتوليد سطور البرمجة، واتباع التعليمات المتعددة الخطوات بدقة.