ابتداءً من 16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، سوف تشرع شركة ميتا في استخدام الرسائل الخاصة مع روبوت الدردشة ميتا إيه آي من أجل استهداف المستخدمين بمزيد من الإعلانات المخصصة. وقد يثير هذا الخبر جدلًا متجددًا حول الخصوصية والتجسس على المحادثات الحميمة، فهل هناك طريقة لمنع الشركة من استخدام بيانات هذه الرسائل؟
تستهدف "ميتا" أصلًا المستخدمين بالإعلانات بناءً على ما ينشرونه وينقرون عليه، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتواصلون معهم على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها. وتُمكّن هذه البيانات "ميتا" من استنتاج ما قد يشتريه المستخدمون. ولكن في المحادثات مع روبوت الدردشة الخاص بـ"ميتا"، يمكن للمستخدمين إخبار الروبوت مباشرةً بما يتسوقون أو الرحلة التي يستعدون لها قريبًا أو المشكلات التي يواجهونها، ومن ثم يمكن للشركة تقديم منتجات تقول إنها تحل هذه المشكلات.
كذلك، سوف تتعلم الشركة اهتمامات المستخدم. فمثلًا إذا تحدّث المستخدم مع روبوت الدردشة حول رياضة المشي فسوف تعرف الشركة أنه مهتم بهذه الرياضة وستقدم له المزيد من المحتوى المتعلق بالمشي. لكن في الوقت نفسه سوق تحصل على معلومات حول الحياة الحميمية للمستخدم ومشكلاته بالغة السرية، خصوصًا أن تقارير عدة تؤكد أن المستخدمين يناقشون موضوعات بالغة الحساسية مع روبوتات الدردشة. هذا قد يعني أن "ميتا" قد تقدّم منتجات وتوصيات ضارة بناءً على هذه المحادثات.
يبلغ عدد مستخدمي "ميتا إيه آي" مليار مستخدم شهريًا وفقًا للشركة، وهذا يعني أنها سوف تحصل على كنز هائل من البيانات لتحوّله إلى ماكينة من المال من المعلنين. وتحقق الشركة أصلًا مبالغ ضخمة من الإعلانات، ففي الربع الأخير وحده حققت 46.5 مليار دولار من عائدات الإعلانات، بزيادة تتجاوز 21 % مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
لا توجد طريقة لإلغاء جمع البيانات، والحل الوحيد هو التوقف تمامًا عن التحدث مع روبوت الدردشة "ميتا إيه آي". ويوفر "واتساب" خيارًا لحظر التكامل التلقائي للذكاء الاصطناعي. للقيام بذلك، يمكن فتح الدردشة المعنية، والانتقال إلى الإعدادات، وتفعيل خيار "خصوصية الدردشة المتقدمة". يجب القيام بذلك لكل دردشة على حدة. وتقول "ميتا" إنها لن تحلل الرسائل الخاصة المشفرة من طرف إلى طرف بين مستخدمين، وسيقتصر التحليل على المحادثات مع روبوت الدردشة فقط.
وكالات
من الصعب جداً اكتشاف الثغرات الأمنية مثل "لاندفول" قبل حدوثها
يُطرح سؤال مهم: هل ندفع أقل فعلا، أم أننا ندفع بطريقة أخرى؟

2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال